سؤال ساذج. الإنسان لا يخترع المفاهيم. اللغة بنت الوعي وأم المعرفة. الله موجود ولا علاقة له بصراع العقائد الذي يمعن في تفتيت الوجود، الكل مدعيا التفرد بامتلاك الحقيقة الأزلية. الفرق بين العقيدة والإيمان أن للعقيدة جمعا، فيما الإيمان جامع بمفرده. للعقيدة بداية زمانية ومكانية، فيما الإيمان - المسمى بالسريانية ܗܝܡܢܘܬܐ [هَيمَنوثا] (منها الهيمنة) لانبثاقه من اليمين عرش الشمس (بدليل أصحاب اليمين في القرآن) - مرآة الوجود وصورة الطبيعة اللذين يجسدهما مفهوم الألوهة. كفانا إلباس قدس الأقداس أسمال لاوعينا الذي يكاد يطيح بما تبقى من فتات روحنا الكوني. في كل كتاب من الكتب المتوارثة عن أسلافنا - بأي لغة تجلى - آيات بينات كوجه الشمس، فلنتشبث إذن بها ولنكف عن التنازع على هوية الله واتهام بعضنا بعضا بالتحريف والكفر. الله السامية أصلها إيل المتطورة عن حيل المشتقة من حول التي وحدها علاقة أجدادنا بالشمس تملك مفتاح تعدد دلالاتها، ولا أدل على تلك العلاقة من النص السرياني للآية ٣٤:٢٠ من أعمال الرسل:
ܘܰܐܢ݈ܬ݁ܽܘܢ ܝܳܕ݂ܥܺܝܢ ܐܢ݈ܬ݁ܽܘܢ ܕ݁ܠܰܣܢܺܝܩܽܘܬ݂ܝ ܘܠܰܐܝܠܶܝܢ ܕ݁ܺܐܝܬ݂ ܥܰܡܝ ܫܰܡܶܫ ܗܳܠܶܝܢ ܐܺܝܕ݂ܰܝ܀
أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ.
حيث يرقى فعل ܫܰܡܶܫ [شَمِٰش] 'خَدَمَ' إلى ܫܶܡܫܳܐ [شِٰمشا] 'الشمس' ، دليلا على كون الشماس أول 'خادم' في التاريخ، قبل أن يتسع مفهوم 'الخدمة' في السريانية ثم يتسلل إلى العبرية الحديثة ليدل على أي وظيفة:
השפה משמשת כאמצעי לגילוי היקום.
اللغة وسيلة لاكتشاف الكون..
حيث يتجلى جذر שמש [شِٰمِٰش] 'شمس' في משמשת [مِٰشَمِٰشِٰت] - حرفيا 'خادمة.
وحدها اللغة فيها خلاصنا. هي أمنا التي تلمنا لتعيدنا إلى حضن الكون!