الدين أن تَدين لعقيدة فتُدين ما سواها. الإيمان أن تؤمن بما يؤمّن لك الأمن فتأمن، والأمان فتؤمّن، واليمن فتتيمن. خمسة معايير تفرق بين الدين والإيمان: (١) للدين جمع، فيما الإيمان مفرد لا جمع له؛ (٢) للدين زمان ومكان، فيما الإيمان أزلي؛ (٣) للدين شخصيات وكتب تاريخية، فيما الإيمان خارج إطار التاريخ؛ (٤) للدين مسلمات خلافية، فيما الإيمان مرآة الطبيعة؛ و(٥) للدين أحداث يتعذر إثباتها، فيما الإيمان كتاب الكون المفتوح.
كتاب الكون هذا يضيء لنا حقيقة الألوهة المنبثقة من ضوئه الأزلي المتمثل في الشمس. فالله هو الكون وهو الوجود وهو الطبيعة، وكل ما عدا ذلك من صنع الإنسان. من هنا، لا معنى للإلحاد إلا من مفهوم نبذ الخلافات الدينية التي تؤدي إلى تخلف البشرية. الفرق بين الإيمان والأديان أن الإيمان يغطي محيط الكون بأسره، فيما الأديان جزر عائمة داخل هذا المحيط، بعضها متجاور والآخر متنافر لكن أيا منها - أيا كان حجمه - لا يغطي مساحة الكون بالكامل. لو كان الدين مرادفا للإيمان لما استمر حوار الطرشان حتى الآن...
كونوا كالشمس: تولد فجرا في الشرق، منبع الإيمان، ثم تنمو تدريجيا باتجاه اليمين حتى تستقر على عرشها ظهرا فتشع في الجنوب. من هنا التيمن وأصحاب اليمين وجلس عن يمين الآب (الجالس شرقا). آن أوان العودة إلى الإيمان الجامع... ولكن، قبل ذلك، علينا - كي ننجو، كي نخلص، كي نسلم - أن نفك عن أرجلنا أغلال المال التي تحول دون تحليقنا إلى حيث الحقيقة الكونية. حينذاك نكتشف وجه الله الحقيقي!
