لَا جَدِيدَ تَحْتَ الشَّمْسِِ ☼ مَجَّانَاً أَخَذْتُمْ مَجَّانَاً أَعْطُوا ☼ وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بهِ: هل أصدق، بل أبلغ، من هذه الكلمات تصدر عن عقل كوني واع، عالم، حكيم - رؤوف بنفوس ضعيفة، تعبة، تائقة إلى خلاص وشيك لا مؤجل؟ ثلاث حقائق كونية بثلاث لغات ساميّة هنّ أسمى لغات الحضارة الكونية، موئل أول حبة قمح غرست قبل آلاف السنين على أرضها المشرقية، أمّ الكنعانية العبرية-الفينيقية وشقيقتها الآرامية وابنة عمهما العربية قبل انتشار نارها المباركة في هشيم شعوب أسيوية وأوروبية وإفريقية سئمت بدورها الترحل. تلك المجموعة المستقرة الأولى - التي سرعان ما علّمت شعوب الأرض القراءة والكتابة والحساب - ما لبثت أن انقسمت على نفسها مِللا ونِحلا فانشطر إلٰهها المشترك مجموعة آلهة ما زال دوي صراعاتها يزعزع أعمدة الكون، ولم يعد عِلم يبدد لاوعيها أو بحث يثنيها عن تدمير نفسها بل الطبيعة التي منها تستمد أسباب بقائها. الإلٰه الواحد الذي من رحمه انبثقت روحها لم يعد يعني لها شيئا - أشاحت بوجهها عن نوره، مؤثرة عتمة التشرذم وغبار التفرد حتى أحاط عنقها حزام بؤس كلما حاولت التفلت منه ازدادت اختناقا. أوبوسع الكريات الحمر أن تسيطر على الكريات البيض إن هي اختل توازنها؟ لا خلاص لنا إلا باللغة: منذ الأزل نناجي أبانا الذي في السموات - معيل أمّنا الأرض، - غافلين عن أن حالنا، كيفما حاولنا، لن تتحول إلا بحوله. فـحوله أبدا ندور، حياله نقف ولا حيلة لنا إلّاه. صحتنا من صحوه وصحوتنا لن تصحّ إلا به - يمينه مصدر يمننا، مبعث تيمننا ومنبع إيماننا... أوبغير يميننا نقسم يميننا، بل أوصدفة أن يكون الشماس قد سمّي شمّاسا؟!